الكرة خارج المرمى
لم تعد كرة القدم لعب “عيال” وقضاء وقت فراع وإشغال الشباب عن كثير من المحظورات، بل اضحت وأصبحت رقماً وحرفاً في مسيرة النهضة ودلالة على الرقي المكمل لبقية الحضارة ثقافة واقتصاداً وبناءً وعلماً وتعليماً، وفِي المملكة كان ذلك وبدلالة أن أمير الرؤية 2030 وولي العهد وضعها ضمن الأوليات وحمل وسم ورسن تطويرها وجعلها ضمن الأوليات وساواها مع أوليات التطور الحضاري وماثلها بأهمية البناء التنموي والتسليح في الدفاع على الوطن، وزادها بفتح خزانة المال والدعم لتحقيق الآمال والاهداف والطموحات.
ولكن وبكل صدق وبعيداً عن التورية وقاموس علاء الدين السحري والنفاقي فلم يواكب الإعلاميون ورؤساء الأندية ومسيري اللجان وأهل الشأن بصومعة اتحاد كرة القدم تلك الالتفاتة الوضاءة وذهبوا بِنَا الى الدهاليز السوداوية وأودية الهيام المؤزمة والتصاريح الخارجة عن النص وادبيات التنافس ومارست بعض اللجان المجتهدة دفوعاتها الفنية والإجرائية باختلافات فرقت بين ساحة “الغبراء وداحس” فتنادى المدافعين والمهاجمين وقلبوا المحجن الى تنابز واوصاف يعف القلم عن ذكرها وزادها اشتعالاً صُياحة الشاشات ومن يكلفون ويتقمصون دور “غوار وابو عنتر” في مسرحية غربة وزادها اشتعالاً وجديداً هذا الموسم التعلق بفنون التقنيات وجاءت تقنية الفأر ولف ذيله حينا ولو بحسن نية وعرضا بجديد ردح فاخر وبما عجز عنه دعاة وغزاة الامصار, في فنون الخصام من فوق الحزام وتحته.
إن ساحة الكرة اليوم وبكل صدق لم تعد في محيط ومرابع التأدب والوسطية وخرجت الى فضاء ساخر و”مشعلل” وشاشات تؤمن بربحية الصياح وتجارة المكسب في الحراج, وأن التلاسن يدلل على القوة الحراكية لنجاح برامج “الشووو” وإن شووا وجنة وحمرة خجل المشاهد والضيف المؤدب, والحل لن يكون بغير استحضار وثيقة “قراقوش” في جانب التغريب وإبعاد المؤزم والخارج .
رأي عبدالرحمن الزهراني