التربية للمواطنة والأمن الوطني
«المواطنة» تعني أن يتحول الإنسان إلى فرد فاعل ضمن مجتمع في إطار عام هو الوطن، ومن المسلمات والضرورة في الحياة أن يكون للإنسان مكان يعيش فيه بأمان وسلام، ويشعر بالانتماء والولاء له، وبقيمة هذا المكان في نفسه وبقيمته في هذا المكان.
هذا يعني أنك تربط حالة الفرد النفسية والعقلية والحيوية وحاجاته الاجتماعية بوجوده الاجتماعي في هذا المجتمع، وأهمية سلامة أمره كله في مجتمعه حتى يندمج هذا الفرد –تلقائيًا- اندماجًا يجعله يشعر بالتوافق بين حالته الفردية والاجتماعية، ومن ثم يصبح عضوًا صالحًا ناجحًا منتجًا محافظًا على كيانه وكيان وطنه.
عندما تقرر الدولة قرارات معينة من بينها: تأمين أهم ضروريات الحياة، والعمل على تنفيذ أهم استراتيجيتها بتطور ونجاح على أعلى مستوى، وهذه الاستراتيجيات هي: الأمن والغذاء والدواء والتعليم والمسكن والتقدير للذات، والذوق العام الذي يعزز الأخلاق ويحترم مشاعر الناس في حقهم في تمكين الآداب العامة، التي هي أصلًا من جذور الإنسانية والأخلاق والأديان في كل العالم، ومحاربة الفساد الذي هو أهم مصدر لتعزيز الأمن والأمان للمجتمع.
وحينما يتأكد الفرد أنه لن يسلب حقه وسيعاقب كذلك على سلب حقوق الآخرين والعبث بالمقدرات، فحينها سيدافع عن مكتسباته ومكتسبات المجتمع، سواء بدافع أخلاقي أو بدافع القانون الذي يهذب النفس البشرية، ومن ثم سوف يتشرب أهمية هذه الأرض التي يعيش عليها وولاءه لها والمحافظة –تلقائيًا- عليها بلا جهود، ولا تكلفة مرهقة.
ومن هنا يتحول هذا المكان في داخل شعور الفرد والمجتمع إلى وطن له شعور وفكر وقول وعمل، فعلينا أن نشارك فردًا فردًا في كل جهاز وكل دائرة وكل حي، في تنفيذ هذه القرارات، ولا تظن حينها أنك فرد لا تستطيع أن ترتفع بوطنك وتحافظ عليه وحدك، فالحصى أضحى جبلًا.