الوطن ليس ثوباً نخلعه
قبل أيام ابتهجت البعض من العالم لخبر هروب فتاة سعودية ابتهاجاً مفتعلاً مزعوماً يدعي الانتصار لحرية المرأة السعودية، فهل حرية المرأة بمفهومها الواسع تعني تمردها على القيم وخروجها على أعراف البيت والمجتمع ؟
كثيرون ممن يدعون النسوية ويطالبون بولاية المرأة إنما يروجون لفكر شاذ يدعو إلى حرية وقتية نهايتها مستقبل مظلم لا يعرف له نهاية، فما نهاية فتيات أو شباب يرتمون في أحضان كندا أو “الأسايلم” غير بضعة أيام في الشهرة وتحت الأضواء إلا هاوية التيه والنسيان .
هل سأل أولئك المبهورون بحرية المغرر بهم من قبل جهات معادية تحت ستار أجندة خفية، كيف يمارس الهاربون حياتهم الاجتماعية بعد انحسار الدعم عنهم؟ كيف تنزف حياتهم ببطء؟ ما هي هوياتهم بعدما تلاشت تماماً في أوطان ما كنت ولن تكون لهم وطنا؟ هل يعيشون الحياة التي يحلمون بها وهل تستحق التنازل عن هويتهم الوطنية ؟
ليعلموا إذاً أن معظم “الأسايلم” الفارين من أوطانهم لحروب أو مجاعات، غالبيتهم مشردون في شوارع ومقاهي تلك الأوطان فاقدون لأي انتماء أو عمل أو هوية، حفنة مال وتسكع وليل طويل عجزت ملامحهم عن التكيف مع غربة المكان والزمان .
ليعلموا أن استبدال الوطن ليس في سهولة أن يغيّر الإنسان ثوبه أو يستبدل لون عينيه بعدسة لاصقة لأنه ملتصق بالدم والروح .
إنني مطمئنة لوطنية وجدية أبنائنا وبناتنا الذين لن ينساقوا خلف نداءات واغراءات مجهولة النبع لأن النبع الأصلي هو حب الوطن وقوة الانتماء به. وقد آن أوان انشاء مجلس للهوية الوطنية يقوده شبابنا حاملين لواء “الوطنية لا تعني تجرد الشخص من صفاته وأصالته ولا التخلي عنه”، نريد مجلساً للهوية يعمل على إشباع حاجاتهم المادية والمعنوية، بما يسهم في قوة ارتباطهم بوطنهم وسَعيهم إلى استقراره، يدعم حاجتهم إلى الأمن والحماية، وإشباع مطالبهم الاقتصادية .
فليحفظهم الله .
رأي : وفاء الطيب
w.altayeb@saudiopinion.org