هل تعرف نفسك ؟
قد لا يدرك الإنسان أهمية “تقدير الذات” أي ما يعتقد عن نفسه أو نظرته تجاهها وقد يظن البعض بأنه يقدر ذاته حق التقدير ولكنه على النقيض من ذلك .
تقدير الذات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعرفتها حيث أنه جزء أو عنصر من مفهوم الذات، فكل ما زاد إدراك الإنسان لذاته وحاجاته وأولوياته كل ما كانت النتيجة جيدة في تقدير الذات، فالعلاقة بينهما علاقة طردية يزداد الأول بازدياد الآخر أما مفهوم الذات فهو الكل كما أن الأول “تقدير الذات” والثاني “معرفة الذات” أجزاء الكل .
لا شك بأن أهمية معرفة الفرد بنفسه تعلو أهمية معرفته بالآخرين وتقديره لذاته تسبق أهمية تقديره للآخرين، لأن هناك من يبذلون الكثير في محاولة تقدير الآخرين ومعرفتهم جيداً وهم بهذه الطريقة سلبوا حقوق أنفسهم .
الاعتدال ضرورة من ضروريات التعامل مع الذات أو الآخرين، حيث أن النفس البشرية تحتاج للألفة وتحتاج للمعرفة الدقيقة، تحتاج للتقدير أيضاً وللتحفيز ، تحتاج للكثير والكثير ليس من الآخرين بل من الإنسان إلى ذاته ليستمر إدرار الإنتاج وشعوره بالسعادة والتي بدورها ستجعل عجلة التنمية لذاته مستمرة .
إن عرف الانسان ذاته وقَدَرها عن طريق إصلاح نقاط الضعف وارتباطه الوثيق بأولوياته وحاجاته سيكون إنسان مدرك لأنه أصبح يتحكم بالمثيرات الحسية للعملية العقلية جيداً فنتج عن ذلك فلسفته العقلية الخاصة به بعد معرفته لاتجاهاته وميوله وخبراته وحاجاته ورغباته وضبط حالاته الانفعالية وكذلك المزاجية عندها سنجد أنه إنسان مدرك و واعي ذاتياً أي من الصعب أن يعكر صفو ذهنه شوائب الآخرين، ومن الصعب كذلك أن يسرف في حق نفسه ويقوم بجلد ذاته بما لا يعود عليها إلا بالنقص صحياً كان أو عملياً وعلمياً، فهو الآن وصل إلى درجة عالية من الاتزان والاعتدال حيث لا افراط ولا تفريط .
ما أن يصل الإنسان إلى تلك المرحلة حتى يكون قد وصل إلى الاكتفاء الذاتي فكرياً ووجدانياً، إلى درجة من النضج بعد إدراكه العميق بأن سعادته تبدأ منه وإليه .
رأي : الهنوف القحطاني
h.akqahtani@saudiopinion.org
هناك أمور تعرفها عن نفسك ولا يعرفها الناس عنك
وهناك أمور لاتعرفها عن نفسك يعرفها الناس عنك فالواثق من ذاته المؤمن بضروره تطويرها لا يخجل من طلب النصيحه لمعرفه مايخفى عليه من جوانب شخصيته ولنا في السلف الصالح قدوه عمر بن الخطاب يقول”اذا أصبت فأعينوني واذا أخطأت فقوموني
والعارف بنفسه لايضره قول الحاقد ولا حكم الجاهل
فيذكر أن عمر بن عبد العزيز الرجل الواثق بنفسه العارف بذاته انه ذات مره داس على قدم رجل كان نائماً في المسجد وكان المسجد مظلم فلم يتيقن الرجل من الذي داس على قدمه
فقال الرجل غاضبا أأنت حمار
قال عمر : لا انا عمر أمير المؤمنين
فقال مرافق عمر أأفعل وأفعل
قال عمر لا
إنما هو سألني أأنت حمار فأجبته ب لا انا أمير المؤمنين
فَلَو كان في نفس الموقف شخصيه ليست عُمريه ربما تغير نص الحوار أو انتهى الموقف بحادثه مؤسفه
شكرًا على هذا الطرح الرائع متجددة كعادتك يوم الثلاثاء مميز بزاويتك😻❤️