جدلية «فيسبوك»!
منذ انطلاق «فيسبوك» وهي تثير الجدل، فهي متهمة بالتنصت وانتهاك الخصوصيات، ودعم لحركات زعزعة أمن الأوطان، فدعمها جلي لما يسمى بالربيع العربي الذي أتت رياحه المدمرة على بعض دوله، وماتزال تعصف بها إلى اليوم، حيث دمرت الأوطان، وهجّرت السكان وأفشلت الدول وجرفت الكثير من القيم والأعراف!
وجاء تعيين توكل كرمان في مجلس الفصل في قضايا المحتوى في «فيسبوك» حلقةً جدليّةً جديدةً، أكدت بعضاً من الشكوك حول سياسات وأهداف ومخططات فيسبوك ومن يقف خلفه، وأعتقد أن ذلك التعيين المتحيز لن يمر بسلام على المستخدمين والمتابعين، ما يضع هذه المنصة التواصلية في مرمى المقاطعة من العرب والمسلمين، فقد بلغ السيل الزُّبى!
ألم يجد «فيسبوك» إلا إنسانةً جدليةً لتكون حاكمة للمحتوى العربي فيه؟
أي حوكمة هذه؟ وما العلم الذي تملكه أو الخبرة التي تتمتع بها لتقول رأيها في أي محتوى، ناهيك عن العربي؟
«توكل» عُرفتْ بانحيازها ومعاداتها للسواد الأعظم من المسلمين والعرب، وهي موغلةٌ في الإقصائية والحزبية فكيف تكون حياديةً وموضوعيةً في التحكيم؟
ومن أبسط سمات المحكّم، العدل وعدم الانحياز، إلا إن كانت «فيسبوك» تهدف من هذا التعيين الإمعان – وهذا متوقع جدا – في ضرب المسلمين والعرب ببعض من خلال مراقبة المحتوى بعينٍ واحدة متحيزة، وعدم الإنصاف، وتكميم أفواه الأحرار المناهضين لتوكل وحزبها الذي كان مسؤولاً مسؤولية مباشرة في التآمر مع أفراد وحكام ودول لتفتيت العالم العربي والدفع بتنصيب حزبها لحكم العالم العربي الذي مهّد ومازال يمهّد للمد الصفوي وتوسيع دائرة نفوذ ثورة الخميني، بعد تسليم أمريكا العراق لولاية الفقيه في قم، فأفشلهم الله وفضح خططهم وسقطت أقنعة التقية السياسية في وحل مؤامرات الدناءة!
العوام والنخب اليوم يعرفون اللعبة، ويدركون أن توكل ما هي إلا عميلة تدفع كل يوم جزءاً غالياً من قيمها وعروبتها وحريتها، لتسديد أقساط فاتورة هبةِ نوبل!
والشعوب الأبية الحرة تعلم جيدا أن المتآمرين والمرتزقة سيسقطون يوما ما وسيُرمَون في مزابل التاريخ عند انتهاء أدوارهم الخسيسة، كما فُعل بأسلافهم عبر القرون، ثم يبكون دماً على ما فرطوا في حق أنفسهم وأوطانهم وأمتهم!
إن تنظيم #حملة_حذف_فيسبوك قد يكون حلّاً ليرسل رسالة جادة وحاسمة لمن يقف على رأس هرم منصة «فيسبوك» ، الذي يهمه الدرهم آخر النهار، والحذف هو اللغة الوحيدة التي يفهم بها أولئك القوم!
وأتمنى أن تقوم الجهات الرسمية المختصة في السعودية بتعليق أو حجب «فيسبوك» التي سنعيش بدونها وأمثالها في راحة وهناء.