من أجندة الفقيه حول النساء
ملحوظة أطرحها وأنا في غاية الأسف والخجل، لقد تعامل الفقيه الإسلامي –أغلبهم- مع المرأة كزوجة، تعاملا مُسِفّا لا يليق بوصف الله تعالى «من أنفسكم» في الآية الكريمة «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» ولا بكل القيم الإنسانية والمنطقية، كان ذكوريا لدرجة مقززة، لدرجة منفرة، نجني ثمارها الحنظلية المرة الآن على الأصعدة كافة.
وسأسرد بعض الأمثلة على ذلك:
بداية يقول أحد جهابذة الفقه وأحد مصادر فقه الأحوال الشخصية: إنه يسن للرجل أن يتزوج من يتيمة لا أم لها، ليس ذلك رغبة في الأجر، وإنما وفق الفقيه كي لا تكون للزوجة أم تفسدها عليه.
والزوجة مثلا -وفق الفقيه الإسلامي- ليس لها من الحقوق المادية على زوجها إلا طعامها وقيمة زينتها التي تستعملها لإغرائه وإرضاء شهوته، بينما لا يلزمه بأجرة طبيب لها إن مرضت، يقول في ذلك «هي كالدار المستأجرة لا يلزم إصلاحها على المستأجر» ولا يلزم الزوج قيمة كفن لها لو ماتت.
في المقابل يحق للزوج منعها من الخروج أو العمل والتكسب، ووفق فتاوى البعض، فإن للزوج نصيبا من راتبها إن عملت باعتبارها اقتطعت جزءا من وقتها الذي هو ملك للزوج في العمل، وللزوج إذا مرضت زوجته أن يتزوج عليها، بل وإن تُوفِّيتْ فيحبّذ ألا يبيت ليلة فارغا دون زوجة، بل يبادر فورا بالزواج من أخرى.
يبدو أن هذا الفقيه الإسلامي كان يشك كثيرا في مدى عفة الرجال ودينهم، فلا يثق في قدرتهم على امتلاك إربهم أو الصبر عن الجنس.
بينما إذا مرض الزوج فيرى الفقيه الإسلامي في ذلك استحباب أن تصبر زوجته على مرضه وتحتسب ذلك، وإن تُوُفّي فإن الآثار طافحة بالثواب الجزيل لمن تعففت عن الزواج ونذرت نفسها لتربية أبنائها.
يا إلهي! كاملُ العقلِ والدينِ لا يَقدِرُ على كَبْحِ جَماحِ شهوتِه لِليلة واحدة، بينما تستطيع ناقصة العقل والدين ذلك طوالَ عُمرهِا.
هذه نماذج بسيطة وهي غيض من فيض، ذكرتها لكم لما يتم تداوله على أنه يعبر عن حكم الشرع في حقوق المرأة داخل الميثاق الغليظ.
لا يجب أبدا أن نستغرب بعد ذلك ما نجده من تسلط كثيرٍ من الأزواج على زوجاتهم، بل وما نجده من عزوف كثيرٍ من الشابات عن الزواج.
سؤال يؤرقني: إذا كانت هذه نماذج لما يدرسه سالكو دروب الحقوق والعدل في مناهجهم عن حقوق المرأة في الشرع، فيؤرقني التفكير في المنتجاتِ الحقوقيةْ والعدليةِ لهم في الشؤون والمشكلات التي تواجه النساء، كيف سيكون تعامل دارس فقه القرن الثاني عشر للمرأة مع مشكلاتِ وطموحاتِ واحتياجاتِ امرأةِ القرنِ الحادي والعشرين؟.