الماشية وصغار التجار
كتبت مقالة قبل أيام عن موسم المحاصيل الزراعية، وكيف لوزارة البيئة والمياه والزراعة الدور الكبير في المحافظة على محاصيل ومنتجات المزارعين، حتى يتمكنوا من الديمومة في زراعة تلك المحاصيل، من خلال المحافظة على أسعار تخدم المزارع، ولا تخدم المستفيد الأول من تلك المنتجات والمحاصيل «الذي يعمل في الحراج»
وفي هذه المقالة سنتحدث عن المبادرة التي أطلقها صندوق التنمية الزراعية لصغار مربي الماشية، وهي تمويل يصل إلى مئة ألف ريال، وحسب الشروط التي وضعت لهذه المبادرة، حيث يقتصر التمويل على من يمتلك خمسين إلى خمسمئة رأس من الماشية، ويطلب من أراد التمويل حضور ورشة تعريفية في مجال تربية الماشية، وبرنامج دعم صغار مربي الماشية هو أحد البرامج التنموية الزراعية، التي تعمل تحت مظلة برنامج الإعانات الزراعية في نسخته الجديدة، ليتوافق مع متطلبات السوق ورؤية السعودية.
ما تقوم به وزارة البيئة والمياه والزراعة من خدمات ومبادرات شيء تشكر عليه، وهنا أخص تربية الماشية لما لها من أهمية بالغة في الأمن الغذائي للسنوات القادمة، من حيث تربية الماشية بأنواعها وفتح المجال أمام صغار الملاك ومساعدتهم ماليا وتشجيعهم على تربية الماشية، كما يجب على «الوزارة» تسهيل التصاريح والإجراءات لهؤلاء وعدم تعقيد الأمور من أمامهم، لأن هذا في مصلحة الأمن الغذائي والحيواني للسعودية، وفي سياق الموضوع بجل الاهتمام بأسواق الماشية التي بالعاصمة وغيرها من مدن السعودية، والتنسيق مع وزارة البلديات في هذا الشأن، لأن هذه الأسواق والمسالخ التي حولها لا ترتقي إلى أن تتناسب مع وضعنا الحالي.
كما أن هذه المبادرة ستقضي على سيطرة الوافد على سوق الماشية، سواء في سوق الأبل أو الأغنام والضأن، فلعل مثل هذه المبادرات تساعد على تربية الماشية في السعودية، ويصبح الإنتاج محليا يتزايد ونستغنى مستقبلا عما يردنا من الخارج.