نحن والألمان و “الواتس”
“القروبات” تبعثر الوقت وتفسد العلاقات أحياناً، وتقدم الثراء المعرفي أحياناً، وتوطيد العلاقات، وتساهم في بناء جسور الصلة والتواصل مع أنماط معرفية وشخصيات ثقافية مختلفة، وتسبب “الصداع” أيضاً، وفقدان الشهية للتواصل والتقارب والتفاهم أحياناً، ولكل “قروب” في “الواتس” سياسته ولكل مدير قروب طريقته.
من أجمل “القروبات” التي تشرفت بالانضمام لها مؤخر قروب “نخبة ثقافية” تضم مجموعة من أطياف مختلفة مما يثري المواضيع المطروحة، ويوسع دوائر العلاقات الإنسانية، ويزيد من المخزون الثقافي لكل عضو بهذا القروب المحترم.
تطرق قروب “النخبة الثقافية” الذي أسسه “محمد الشريف” لعدة مواضيع من ضمنها موضوع ألمانيا منذ الحرب العالمي الأولى إلى نهاية القائد “هتلر” وما صاحب ذلك من نزعات ونعرات نازية، ورغبات محمومة للسيطرة والتحكم، وكان الطرح من الأعضاء منطقي وراقٍ ومفيد للمتخصصين على وجه الخصوص، وأدليت بدلوي فيما يتعلق باتفاقيات “هتلر” من الأتراك وما صاحب ذلك من مكاسب وخسائر للطرفين، أهم ما لمسته على أرض الواقع ومن خلال زياراتي لألمانيا بعد إزالة السور الفاصل بين الدولتين الشرقية والغربية تلك الثقافة اللافتة والرائعة للشعبين حيث تحول البلدين والشعبين إلى كتلة مجتمعية واحدة، نسوا الماضي بكل سلبياته، بل يرفضون الحديث عن السور وتبعاته، ويرفصون الحديث عن شرقية وغربية نهائياً، والأجمل من كل هذه الدروس أن ألمانيا “1950” مدمرة كل بُنيتها التحتية وفي عام “1970” تصدرت المشهد الأوربي وأصبحت هي الأفضل في الصناعة والطب والسياحة والرياضة وكل المجالات، وتنتج أجود وأفضل المنتجات بما فيها أفخم خمس سيارات في العالم وأجود الرافعات والمعدات التقنية، كل ما فعلوه الألمان أنهم اختصروا الزمن فقط، وهذا الفرق بين الألمان والعرب الذين حرنوا في نظرية “تونبي” الاستجابة والتحدي وأخذوا جانبها السلبي “البكائية على الماضي” فقط ونسوا التحدي.
رأي : صالح الحمادي
S.alhammadi@saudiopinion.org