لكل طويل طرف
من المعروف -لدى الصغير والكبير والقاصي والداني- أن الحوثيين في اليمن أقرب ما يكونون إلى الرعاع، وأنهم لا يملكون من أمرهم شيئا سوى أنهم أداة في أيدي الدولة الإيرانية والعمائم الإيرانية المتطرفة التي تمولهم بالمال والسلاح والخبرات الأجنبية، التي تدور في الفلك الإيراني الذي يميت شعبه جوعا وجهلا ومرضا، وكتم أنفاس لكل من تحدثه نفسه أن يتململ أو يئن من نير الظلم والاستعباد، أو يرفع رأسه استنكارا واحتجاجا على مقدرات وثروات الشعب الإيراني التي تنفق في زعزعة دول الجوار، بل وفي خلخلة السلم العالمي والاعتداءات المتكررة في البحر والبر والجو، وما قضية الطائرة الأوكرانية، ومؤخرا الهجوم الصاروخي، المدعوم بخبراء إيرانيين ولبنانيين واحتجاز ناقلة النفط الكورية الجنوبية، عنا ببعيد.
لقد لجأت إيران إلى أسلوب التستر خلف الخونة والعملاء من «حزب الله» في لبنان، ومليشيات الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، ومن أطراف أخرى يصعب حصرها، اتخذت من إشعال الفتن وعمليات التخريب وسيلة لتنفيذ مآربها وضراوة عدوانها.
كل يوم نسمع أن أسوار الحصار تضرب حول إيران، ونسمع أن الكثير من شركاتها والجهات التي تتعامل معها، بل والعديد من الأفراد الذين يدعمونها في بلدان كثيرة من بلدان العالم، قد أدخلوا تحت ما يسمى بـ«الإرهاب» إلا أن ذلك كله -بالنسبة لنا نحن الناس العاديين- لم يزد إيران إلا تمردا وخروجا على القوانين الدولية وشرعيتها.
الكثير -إن لم يكن الكل- يسأل: من أين لهذه الدولة المارقة هذه القدرات المتمثلة في كثافة أعداد الطائرات المسيرة، والصواريخ البالستية، والألغام البحرية التي تمد بها عملاءها في «حزب الله» وفي اليمن وفي سوريا، وإذا كانت الإجابة ستقول إن ذلك يعود إلى التصنيع المحلي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ومن الذي دعم هذه الصناعات التي امتدت إلى تصريحات الحكام الإيرانيين بأن في استطاعتهم «تخصيب اليورانيوم إلى 90 في المئة» دون أن يجدوا من يقول لهم: كفى تطاولا وأنكم لم ولن تستطيعوا تحقيق هذا الحلم الذي يجعل العالم «على كف عفريت»
عبارات الشجب والاستنكار جميعها لا تجدي، وأعتقد أن صبر العالم سينفد، وأن هذه العنجهية لا بد لها من آخر، ومؤخرا الهجوم الصاروخي على مطار عدن.