«أنا يابوي أنا»
يقال إن الشاعر جسَّد في أغنية «أنا يابوي أنا» مأساة فتاة تحاول أن تشرح لوالدها الموضوع وتبرر موقفها، لكنه لم يسمع لها ولم يرحمها فقتلها، وإن لم يفعل ذلك فإن ثقافة المجتمع ستلعنه طيلة حياته.
ولا أعلم من السبب في هذا الألم لقلب هذه الفتاة وحياتها، هل هي ثقافة العار وقضايا الشرف وغسيله بالدم، أم أشباه الرجال الذين يغررون بالمرأة، أم النساء غير العفيفات اللاتي أسأن لجميع النساء، أم الخوف المزروع في المجتمع بحكم ثقافة الأعراف وشماتة الآخر وهتك الأعراض، لا بحكم الدين والأخلاق؟
وكما ذكرت المستشارة الأسرية مريم الثمالي في نقاشنا حول هذه القصة:
بقدر ما فيها استجداء عاطفي مليء بالحاجة للأمان، بقدر ما فيها من قسوة الجاهلية، وبقدر ما فيها من خصوصية وسرية لأحداث قصة نُسجت بين جدران أسرة، بقدر ما فيها من تشهير وتسليم لأُطر المجتمع الوهمية الخانقة لأصحاب العقول الضعيفة، لا أدري أما زلنا تحت السلطة الذكورية المشربة بالجهل والخوف من المجتمع لا الخوف من الله.
تحت أي دين وأي قانون الشرف يغسل بالدم؟
البعض من الناس لا يخاف من الله الذي هو أرحم بنا من أنفسنا حتى لو أذنبنا وأخطأنا، ولا يتبع نهج النبي العظيم محمد -صلى الله عليه وسلم- أرحم البشر في سلوكه وذوقه ونهجه، الذي أخذ يلتفت يمينا ويسارا عندما جاءته الصحابية تطالبه بأن يقيم الحد عليها لأنها ارتكبت الخطيئة، لم يكن التفاته تحقيرا للمرأة، بل كان يريدها أن تسكت، فالله سيغفر إن هي تابت.
اهتزاز قيم الرحمة والعلم والأخلاق الكريمة والمعاني السامية في أي مجتمع ناقوس خطر لا ينبغي تهميشه.
التعليم ومناهجه الحل الحقيقي لمواجهة أزمات الماضي والحاضر والمستقبل، وترسيخ الحق والفضيلة في الأجيال القادمة.