الادعاء الزائف من أجل المكانة
من الطبيعي جدا أن ينافس الإنسان أقرانه في عمله وفي سلوكه وفي تقاطعاته مع الآخرين، ليحقق الأفضلية التي تمنحه مزيدا من التقدير والاحترام وسط محيطه المجتمعي، غير الطبيعي هو أن يتحول هذا السعي إلى نوع من الهوس المعطّل للحياة بدلا من أن يكون دافعا لها، أن يتحول هذا السعي إلى سلوك يرتكز على المظاهر والشكليات والادعاء الزائف لممارسات كانت ولا تزال تمثّل للناس قيمة اجتماعية وإنسانية عالية، سواء كانت هذه الممارسات تمثل شكلا من الكرم أو النخوة أو التضحية… إلخ، من القيم الإنسانية التي لطالما كانت داعما معيشيا وأخلاقيا للمجتمع.
في ظل الأمن ورغد العيش اللذين يعيشهما مجتمعنا في عصرنا الحالي، مقارنة بماضيه أو ببقية العالم المعاصر، اندفع هذا المجتمع نحو صراع المكانة الاجتماعية بشكل غير مسبوق، صراع يغلب فيه الادعاء على الحقيقة، ومظهر الممارسة على حقيقتها، ساهمت وسائل التواصل في تأجيج هذا الصراع الوهمي والمتخيّل والتفنن في تسويق صور ومظاهر للقيم الاجتماعية لم تكن مألوفة في السابق.