المتقاعدون والعملية الإنتاجية
كتبت الدكتورة فوزية أخضر، أن التنمية تمتاز في بلادنا الغالية بارتكازها على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، حيث إنها لا تستهدف الرخاء المادي أو زيادة الإنتاج والدخل فحسب، وإنما تتوخى القيم الخلقية والإنسانية في سعيها لتحقيق تلك الأهداف.
وأن التنمية ذاتها لا تتحقق إلا بأكبر مشاركة من جميع المواطنين، بمن فيهم المتقاعدون الذين تزداد كفاءتهم الإنتاجية وتنمو قدراتهم الفكرية خلال فترة خدمتهم.
ولقد أصبحت مشاركة المتقاعدين في العملية الإنتاجية مسألة تنموية يجب النظر لها بعين الاهتمام، حيث يعتبر المتقاعدون مصدرا غنيا بالخبرات المتراكمة، ومنبعا مهما للمعرفة العقلية والإدارية والعملية الإنتاجية، بغض النظر عن السن، لذا تحرص الدول على تجميع هذه الطاقات للاستفادة من خبراتها ومؤهلاتها وخبراتها، خاصة ونحن نعيش عصر العولمة الإلكترونية، التي ليس للعضلات والقوة العضلية دور كبير بها، فالآلة أصبحت عماد العملية الإنتاجية.
نحن نعلم أن سن الأربعين هو سن النضج والكمال والعطاء، وأكبر دليل على ذلك أن الرسالة لم تنزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا في سن الأربعين، والمتقاعدون هم شجرة من العطاء والخبرات والمعلومات يجب الاستفادة منها، وقد قلبت المتغيرات الصحية التي حصلت في هذا العصر المفاهيم، وجعلت السن حتى الستين يستمر أصحابه في العطاء والخبرة والحكمة والنضج، وليس هو سن انتهاء الصلاحيات وفق نظرات المجتمع السلبية نحوه.
فتم إنشاء جمعية خاصة تهتم بشؤون المتقاعدين عام 1426 وتعريفهم بحقوقهم ومساعدتهم للحصول عليها، وقد انبثقت من تلك الجمعية اللجنة النسائية العامة لشؤون المرأة المتقاعدة في العام 1428، وقد انتخبت والدتي كرئيسة لهذه اللجنة 1428وكان شعارها «وراء كل إنجاز عظيم في الدولة امرأة متقاعدة»
للمرأة دور تنموي مهم وكبير في المجتمع، وتعتبر مشاركة المرأة في تنمية مجتمعها ركيزة أساسية لبقاء وتطور أي مجتمع، وقد برزت قضية النهوض بالمرأة والرفع من قدراتها كإحدى القضايا الأساسية التي تواجهها دول العالم أجمع، وأكبر مثال يُحتذى به هو ما قامت به مملكتنا الحبيبة من دعم وتمكين للمرأة السعودية وفق «رؤية 2030» الطموحة.
إن المتقاعدين -رجالا ونساء- يمتلكون طاقة كبيرة ممزوجة بالخبرة الطويلة والإنتاج الفكري العميق، نطمح أن تخلق لهم فرص عمل في منظماتهم، وأن يكونوا المصدر الأساس للإصلاحات والإثراءات الوطنية.