يحدوني العلم
للتعليم دور أساسي في بناء مجتمعات مستدامة وقوية، وفي تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة للقضاء على الفقر وتحقيق المساواة وتحسين حياة الناس، فالتعليم هو الأساس لتوسيع الفرص، وتحويل الاقتصادات، ومكافحة التعصب، وحماية كوكبنا، وتحقيق أهـداف التنمية المستدامة.
وفيما يستمر العالم في مكافحة الجائحة، ينبغي حماية التعليم بشكل خاص، باعتباره حقا أساسيا ومنفعة عامة عالمية، لتجنب وقوع كارثة تمس جيلا كاملا، ومع انتشار «كوفيد-19» في جميع أنحاء العالم، أعلنت غالبية الدول عن الإغلاق المؤقت للمدارس، ما أثر على أكثر من 91 في المئة من الطلاب حول العالم.
إن لهذه الجائحة العالمية عواقب بعيدة المدى، قد تعرض للخطر المكاسب التي تحققت في الارتقاء بمستوى التعليم العالمي، حيث تم إحراز تقدم كبير باتجاه تسهيل الوصول إلى التعليم ومعدلات الالتحاق بالمدارس، على جميع المستويات، في عدد كبير من الدول.
التعليم هو أحد الأسباب الرئيسية للحراك الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات، وهو وسيلةٌ مهمةٌ لمقاومة الفقر، وفي ذكرى ميلاد الكاتب تشارلز ديكنز الذي يُعدّ من أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتوري، حيث تميَّز أسلوبه بالدُّعابة البارعة، والسخرية اللاذعة، أتذكر أن «ديكنز» اضطر لترك المدرسة لفترة بسيطة، وذكر في إحدى كتاباته أنها اللحظة التي قال فيها وداعا لبراءته الطفولية، ورغم من أن هذه التجربة كانت مؤقتة إلا أنها أصبحت موضوعا متكررا في كتاباته لاحقا.
ولحماية العيش الكريم للأطفال وضمان حصولهم على التعليم المستمر، أطلقت «اليونسكو» تحالف «كوفيد-19» العالمي للتعليم، وهو شراكة بين الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والشركاء في مجال تكنولوجيا المعلومات، تهدف لتصميم ونشر حلول مبتكرة، تساعد الدول لتسهل فرص التعلم الشامل للأطفال والشباب خلال هذه الفترة من الاضطراب التعليمي المفاجئ وغير المسبوق.