قلق وفن وقت جائحة كورونا
المجتمعات البشرية ومنذ ظهور جائحة كورونا، وهي تحت وطأة القلق، وتحت حسابات صحية واقتصادية وثقافية ومعرفية، متأرجحة بين المد والجزر، ولم ينجح في هذه الجائحة ويخرج من قلقها إلا فئة قليلة ممن يملكون القدرة على التكيف مع الحياة بهناتها ووناتها، وبالشكل الإيجابي.
وعندما أشير إلى فن التكيف مع جائحة كورونا أو غيرها من الأزمات، فإن درجات الوعي والإيمان تحدد قوة التأثير السلبي، وقوة التكيف الإيجابي لعمل حواجز دفاع فكرية ومنطقية وفلسفية، تدور كلها في بوتقة إدارة الذات، فعندما ترسم برنامجا يوميا بين المسجد والمنزل تتضح معالم الخيوط الأولى لقدراتك في إدارة الوقت، وبين المحطتين قراءة الورد اليومي وممارسة الرياضة والتجول في المكتبة المنزلية، والتنقل بين الفضاء الواسع عبر القنوات الفضائية والإنترنت، والكتابة والتنقل بين غرف المنزل، لحوار هذا في شأنه، والحديث مع آخر في أفكاره، ومن ثم الاستمتاع بالاجتماع الثنائي، والثلاثي، وتصل المتعة ذروتها في الاجتماع الأسري على الوجبات اليومية، أو على طاولة المسامرات المسائية.
من منكم وضع له برنامجا يوميا يتنقل من خلاله بين الأمور الدينية والأمور الدنيوية؟ من منكم عاد إلى ذاته وفتح لها قائمة حساب دقيقة عن الصلة والتواصل مع الله ثم مع الأقربين؟ من منكم حاول كسر روتين «بعزقة» الوقت في أشياء سلبية وحولها إلى أوقات إيجابية ثمينة؟
أدعوكم لمراجعة الذات والتعايش مع الحياة بدون قلق، وبدون حسابات ترفع نسبة كولسترول الهم والغم، في زمن يتأكل بسرعة الصاروخ، طبقوا قاعدة «اعقلها وتوكل» فمن توكل على الله فهو حسبه، فلا تستبطئ ولا تستعجل، وبدل شحم حط كمامة وأجل قبلات ومصافحات النفاق الاجتماعي إلى حين.