تسرُّب المتخصصين
لا نستطيع أن نلوم المتخصصين على تركهم لتخصصاتهم التي يحتاجها المجتمع، وتوجههم نحو المناصب الإدارية، طالما هذه المناصب تمنحهم سلطات واسعة ووجاهة ومكانة اجتماعية، وسط محيطهم، لا تمنحها لهم مهارتهم التخصصية أو قيمتهم المهنية التي تسد حاجات وظيفية في غاية الأهمية للمجتمع، لكون المجتمع لا يرى ذلك ولا يهتم به قدر اهتمامه بمظاهر السلطة والوجاهة والبرستيج التي يأتي بها المنصب الإداري.
وقد تمنح هذه المناصب الإدارية هؤلاء المتخصصين المهنيين فرص ترقيات وظيفية لها عوائد مادية عالية، لا تمنحها لهم تخصصاتهم الدقيقة لو استمروا بالعمل فيها، لذلك من الطبيعي أن نرى هذا التسرب الكبير من العمل المهني التخصصي نحو العمل الإداري، بشكل أصبح ملاحظا ومؤثرا.
يجب الالتفات لهذه الجزئية ومعالجتها بالشكل الذي نحافظ فيه على متخصصي الوظائف المهنية، التي تحتاج إلى مهارة ومعرفة خاصة، وأن نحول دون تسربهم للوظائف الإدارية، سعيا وراء امتيازات ليس من الصعب توفيرها لهم، وهم على رأس عملهم المهني.