عِيادةُ أَسنَان!
عيادةُ الأسنان ما أن تُذكَر حتى تُربط بخوفٍ وقلقٍ، لذا فإن طبيب الأسنان ليس عليه التعامل مع الأسنان فقط بل التأقلم مع خوف مرضاه وترويضهم بقدر المستطاع حتى يؤدي مِهنته.
بعيداً عن مسببات زيارة عيادة الأسنان ستجِد أن هناك الكثير من الفوائد، على غرار هذا الكلام، ماذا تعلمت من عيادة الأسنان؟
ستجد بأنك تعلمت كثيراً، حتى وإن لم تكن مدركاً لما تعلمته، حين تقرر مواجهة مشكلة ما في أسنانك فيمكنك إدراك أن حلها يكمن في مواجهتها، ما أن تواجه المشكلة حتى يتم حلها.
وحين تؤجل حل مشكلةٍ ما في أسنانك، فستصيب البقية بالعدوى أو تتجذر المشكلة، مدركاً أن التأجيل في أغلب الأحيان يُفاقم المشاكل، يقودك لخسارة الشيء بدلاً عن إصلاحه. وحين تقرر البدء في العلاج مُسلماً لما يقوله أول طبيب دون التأكد من نوع المشكلة، ستتأكد بأن الاستشارة أهم من العلاج، فالعلاج من غير استشارة قد ينجم عنه خسارة ولكن خسارة لا تُعوّض، وحين تسلم أسنانك مغمضَ العينين متجاهلاً الأصوات على كرسي العلاج، ستتعلم أن الأمور تتغير ما أن نغمض أعيننا ونتجاهل كثيراً من الأصوات، وهذا لا يتم إلا برغبتنا، لذا أحياناً ليس علينا أن نرى كل شيء فمن الجيد أن نرى شيئاً من كل شيء، وما أن تأخذ “إبرة” تخدير كي لا تشعر بالألم آنذاك حتى تنتهي فترة التخدير فتَشعره جيداً، من هنا ستجد أن الشعور بالألم قد لا يأتي أثناء الحدث، وإنما بعد الحدث، ولكن مع ذلك سيزول حتماً تاركاً بصمته الرائعة، ستتعلم أن القلق لا يمنع الألم، وفي الوقت ذاته الألم نقطة بداية لنتيجة جميلة، كما أن استمرار جمال هذه البداية يتوقف على مدى محافظتك عليها.
ستجِد أن عيادة الأسنان مَدرَسة، تضم كثيراً من الدروس المبطنة وأبرز ما يمكنك إدراكه في نهاية المراجعة، أن النتيجة الجيدة قد تُنتَج عن خسارة وأن الخسارة يمكن تعويضها فيما بعد عن طريق العناية.
رأي : الهنوف القحطاني
a.alqhatani@saudiopinion.org
الحكمه ضالة المؤمن جميل من المرء أن يعلم بأن الأماكن والأشخاص والظروف والأوقات وكل ماحوله مامر لعبث بل هناك درس أو حكمه عليه أن ينهل منها
قيمه تلك الدروس المستنبطه من عيادة الأسنان بارك الله في فكرك ونفع به أمتك