قِبلةُ الإيمانِ والفنونِ
سعيد الأحمد
كانت الحجاز -بحرمها وكعبتها وتاريخها- قبلة المؤمنين ومنهلًا للثقافة والتعليم على المستوى الدولي، لا محليًا فقط، لا بتعبدهم فحسب، بل بكل إرث مهاراتهم وفنونهم المتنوعة والاستثنائية، لا أنكر «نصراويتي» الحادة جدا، «وصفراوية» دمي دون أنيميا -ولله الحمد- غير أن ذلك لن يخول لي تزييف التاريخ الرياضي بمحاولة نسبة البدايات لمن حضر متأخرًا، كما فعل الشيخ الكبير عبدالرحمن السماري، بعد كل هذا العمر، عندما زعم في تغريداته الأخيرة أن النادي الأهلي هو أول نادٍ سعودي.
جميع المهتمين الحياديين يعون جيدًا أن خلاف البدايات والعمادة يتراوح بين «الاتحاد» و«الوحدة»، وأن «الأهلي» وحتى «النصر» الذي أعشقه أتيا لاحقًا، تمامًا كـ«الهلال» و«الشباب» اللذين تفرعا من فريق الموظفين في حي الملز وأسس حينها ملعب الصايغ، كما تأسس ملعب الصباغ في جدة بموافقة ودعم ومنح لأراضي الملاعب من الملك سعود -رحمة الله عليه- الداعم الأول والحقيقي لمأسسة العمل الرياضي العشوائي حينها. في بدايات الثلاثينيات الميلادية تقريبا.
العشرينيات الميلادية كانت بدايات فرق كرة القدم للجاليات، بمختلف ثقافاتهم ومعتقداتهم، قبل أن تطرح فكرة المؤسساتية في عام 1926، عندما حصلت بعض الفرق على تصاريح رسمية لممارسة كرة القدم تحت مظلة ومسمى موثق، وكان ذلك في أحياء مكة المكرمة وشواطئ جدة، وبعدها حدثت بعض الانفصالات بين الفرق والتي حدث بعدها الجدل: من هو العميد هل هو «الاتحاد» أم «الوحدة»؟ أما «الأهلي» و«النصر» و«الهلال» و«الشباب» فخارج هذه الجدلية التاريخية، لذا أطلب من مدعي التأريخ، عبدالرحمن السماري، أن يحترم المعلومة ويبتعد عن تزييف التاريخ لأهواء ولأسباب غير مفهومة.
رأي: سعيد الأحمد