يا «ميمتي»
رد صديقي على اتصال والدته، ولفت نظري ابتسامته المرسومة على وجهه من أول الاتصال والكلمات الرقيقة والناعمة واللطيفة التي كان يقولها لها وممازحتها ومناداته لها بـ«يا ميمتي» تعجبت كثيرًا من أسلوبه في حديثه مع والدته الكبيرة في السن وكان تعجبًا فيه سعادة، لأن الأسلوب كان فيه كثير من التلطف واللين والاحترام والتقدير والخضوع والتبجيل، على الرغم من استخدامه لبعض الكلمات غير الدارجة في مجتمعنا كثيرًا عند محادثة أحدنا مع أحد والديه.
في تعاملنا البشري يحصل كثيرًا أن يفعل أو يقول أحدهم شيئًا يقصد فيها شيئًا فيفهم على غير ما أراده قائله، كما يحصل أيضًا أن يكون الفعل أو القول غير مناسب إما لظرف المكان أو لظرف الزمان أو لقدر ومكانة الشخص المخاطب.
التوجيهات الربانية وقيمنا العربية تعزز احترام الكبير، وخصوصًا الوالدين، وتوقيرهما وتحث على حسن التعامل معهما وتوجهنا إلى اختيار المناسب من الألفاظ، حتى أن الله قد نهانا عن قول كلمة «أُف» وهي الكلمة التي قد نراها سهلة بسيطة والسبب أنها قد تصنع أثرًا اجتماعيًا ونفسيًا عليهما.
إذن، فإنه من الواجب علينا أن نراجع أنفسنا في كثير مما نقول ومنه ما قد يظنه البعض أمرًا متعارف عليه ويتقبله كثير من الأمهات والآباء، لكن قد يكون له دلالات سلبية تقع على نفس أحدهم، مثل مناداة الأم بالعجوز أو الأب بـ«الشايب»، هاتان الكلمتان عاديتان ولكن بعض كبار السن قد يتأثرون بها، فهي قد تعني عندهم أو في سياق الحديث أن كبير السن قد وصل إلى مرحلة لم يعد كما كان في السابق قويًا ونشيطًا رأيه له قيمته، وقد يصل ببعضهم أن يتضايق منها لأنه يرى أن لها دلالة أنه لم تعد له قيمة في الحياة.
الكلمات ذات أثر عظيم إما تسعدنا أو تحزننا، ولأن والدينا هم أعز الناس علينا، عدا أنه واجب علينا دينيًا وخلقيًا إكرامهما فإن من إكرامهما في كبرهما لا أن نبتعد عما يمكن أن يضايقهما فقط، ولكن أيضًا أن نختار لهما من الألقاب والصفات ما يدخل السرور في أنفسهم ويسعدهم.
رأي: حسين الحكمي
h.alhakami@saudiopinion.org