قائمة الفساد
صالح الحمادي
ساد الهدوء أروقة “الفساد” بعد “الرتز”، قد يكون هدوء يسبق العاصفة، وقد يكون انحسار قسري، أو توجس وترقب لقراءة ما بين سطور مرحلة حزم لا تبقي ولا تذرُ.
السؤال الأهم هل أنت من قائمة الفساد؟ البعض مغروس من أخمص قدميه إلى حافة فروة الرأس، وهو يعتقد أنه بمنأى عن ظاهرة الفساد، ومع هذا يستطيع كل شخص بقليل من الصدق مع الذات معرفة نسبة الفساد لديه من عدمه، فالخلط بين المسئولية والمصالح الخاصة فيها تضارب مصالح، وفساد عياناً بياناً، تقول ذلك الشريعة الإسلامية التي سبقت جميع الأنظمة العالمية وحذرت من الجمع بين التجارة وممارسة المسئولية أيا كانت هذه المسئولية، والذي يزين لمرؤوسه أعماله الفردية على حساب المجموعة يمارس نوع فاخر من أنواع الفساد المغلف بورق سلوفان النفاق، أما الذي يجمد المعاملات ويتسبب في تعطيل مصالح البلاد والعباد فهو يسير في موكب الفساد الجمعي، والذي يحصل على خارج دوام بحجة انجاز العمل الذي لم ينجزه أصلاً صباحاً، وأحياناً يحصل على انتداب عشرة أيام، وينجز المطلوب في يومين والباقي “فلة حجاج” فهو مثل الذي يستخدم سيارة الدولة خارج أوقات الدوام، ويمنح أبنائه الضوء الأخضر لـ”التفحيط” بها، وإذا كُنت تتحايل على الطابور بعلاقاتك لإنهاء إجراءاتك وتتباها بالتسلق على أكتاف الأخرين فأنت عود من حزمة الفاسدين.
أما إذا كُنت تجهز الصكوك مع لصوص الأراضي مساءً، وتقول مسحور، فأنت مسحور بجرعة الفساد التي تعاطيتها بطوعك واختيارك، وإذا كانت ضوابط وشروط الجهات الخدمية تثير حنقك وتحرك تقاطيع وجهك متجهما فأنت تقدم مصالحك بكل أنانية على مصالح الأخرين، وتحب أن تكون متنفذاً وفوضياً “الربيع” الخلاق، وإذا كُنت تردد أثناء متابعتك لعقود “الباطن” عبارة” ما يخدم بخيل” فأنت تبيع دينك بعرض من الدنيا وقيمتك كإنسان رخيصة للغاية، و تستطيع تنظيم دورات لتخريج دفعات من الفاسدين بنمرة و استمارة .
رأي صالح الحمادي
مقال يتحدث عن مرحلة جديدة من عمر المملكة
ارجو من الله ان يحفظ السعودية ويجعلها في المقدمة دايما